شهدنا مؤخرا إنضمام ممثلين ثقل لمنصة ديزني بلس الرقمية، كما شهدنا في الوقت عينه دعوات لمقاطعة المنصة بسبب مسألة الترويج للشذوذ الجنسي. فمن سينتصر في نهاية المعركة؟ و لماذا هذه الحرب قائمة من الأساس؟ و هل الترويج للشذوذ الجنسي ستؤثر بشكل سلبي على منصة ديزني؟
دعونا نتفق أن ما أنت مقبل على قراءته، قد يصدمك أنت الآخر كما سبق و حدث لي شخصيا، الموضوع ليس بالأمر الهين لكن عدد كثير منا لم يستفق بعد من الغفلة التي هو فيها. فحتى نجيب عن هذا السؤال، ينبغي علينا أن نناقشه من زوايا مختلفة:
- لماذا وافق الممثلين الأتراك على عروض ديزني؟
- هل من ممثلين أتراك يدعمون الشذوذ الجنسي؟
- هل مشاهد الشذوذ الجنسي أو تلك الشخصيات الشاذة تشكل خطرا على المجتمع؟
- لماذا ديزني تروج للشذوذ الجنسي بشكل علني و رغم أنف الجميع؟
- هل ستكتب ديزني شهادة وفاة المسلسلات التركية؟
- هل سنرى في المستقبل مشاهد الشذوذ الجنسي في المسلسلات التركية؟
- ما البدائل المقترحة أو الإجراءآت التي ينبغي علينا اتخاذها؟
سنمر الآن للإجابة عن كل هاته الأسئلة واحدا واحدا، نطلب منكم فقط القليل من التركيز و إن كان هذا المقال طويلا.
لماذا وافق الممثلين الأتراك على عروض ديزني؟
تنتج الدراما التركية في كل موسم العديد من المسلسلات، لكن عدد قليل فقط من ينجح في إرضاء ما يسمى بـ”الرايتينغ“؛ فإن كانت نسبة المشاهدة للمسلسل الذي تتابعه ضعيفة، فلا تتفاجئ أبدا إن تم توقيف عرضه، و الأمثلة عن ذلك جد كثيرة (مسلسلات ذات قصة رائعة و مختلفة، ظلمها الرايتينغ فودعتنا بشكل نهائي، و حتى أن بعضها كان بدون حلقة أخيرة أو نهاية منطقية للأحداث).
فهل الرايتينغ و الهروب من حساباته المعقدة جعل الممثلين الأتراك ينضمون لمنصة ديزني؟
الإجابة عن هذا السؤال جد بسيطة و الذي بطبيعة الحال هو “لا”، فـ”أراس بولوت إينيملي” و “بينار دينيز” و “ديميت أوزديمير” و البقية، هؤلاء أساسا سطع نجمهم بعد تجسيدهم لشخصيات أسطورية، و أعمالهم حققت نجاحات كبيرة داخل تركيا و خارجها. فلا يعقل أن نتهم هؤلاء الممثلين أن سبب موافقتهم على عروض ديزني بلس هو الخوف من خوض صراعات مع الرايتينغ.
السبب الحقيقي عزيزي القارئ عزيزتي القارئة، أختصرها لكم في ثلاثة أمور:
- الجودة العالية و التقنيات المتطورة التي تتمتع بها ديزني و التي تجذب متابعين من كافة العالم.
- الأجور الضخمة التي سيتلقونها مقابل عدد مرات الظهور في المشاهد.
- منافسة ممثلين عمالقة في موسم الجوائز أمثال “جوني ديب” و “توم كروز” و غيرهم.
هنالك أسباب أخرى لا تقل أهمية عن التي ذكرناها، لكن سنكتفي بهذا القدر و نمر للتساؤل التالي.
هل من ممثلين أتراك يدعمون الشذوذ الجنسي؟
ممثلين كثر مستعدين من اليوم أن يأخذوا دور البطولة في أي مسلسل يتناول قضية الشذوذ الجنسي؛ و لا اعتراض لهم في ذلك، و على رأسهم الممثلة “بيرجي أكالاي” و مؤدي شخصية “التمساح” في مسلسل الحفرة.
- الممثلة “بيرجي أكالاي” تعتبر من أوائل الممثلات الداعمات للمثليين في تركيا، و وضعت علم المثليّة الجنسيّة بجوار اسمها في حسابها على “الإنستغرام” ، و لم تكتفي بذلك بل وسبق أن شاركت في مسيرة للمثليّين في مدينة بودروم التركية.
- أما مؤدي شخصية “التمساح” في مسلسل الحفرة، فقد آحترنا في تحديد نوعية جنسه! هل نناديه بصفة الذكر أم بصفة المؤنث؟
ما ينبغي أن تدركه أخي الحبيب/ أختي الكريمة، أن أغلب المسلسلات التركية هي في أيدي المعارضة العلمانية؛ لكن بارك الله في جهود الرئيس التركي السيد “رجب طيب أردوغان”، حيث أنه أصدر قرارا بشأن منع الأعمال الفنية التي تحتوي على مشاهد تروج لـ “المثلية الجنسية”، و لولا جهود الدولة و فرض الرقابة على هاته النوعية من المسلسلات لرأينا منذ زمن طويل شخصيات شاذة ينقلونها بصفة البطل أو بطريقة تجعلك تتعاطف و تتفهم مواقفهم.
هل تلك المشاهد أو تلك الشخصيات الشاذة تشكل خطرا على المجتمع؟
الإعلام يغير ثقافة المجتمع بشكل تدريجي
أريد منكم أن تركزوا معي في هاته الجملة تحديدا “الإعلام يغير ثقافة المجتمع بشكل تدريجي”، أمور كثيرة تغافلنا عنها في السابق حتى أصبحت اليوم مسألة جد عادية. وحسب مؤسسة غالوب الأمريكية فإنه خلال 20 سنة فقط، إنتقلت نسبة المتقبلين لزواج الشواذ ببعضهم البعض من 27% إلى 60% و هذا كله بفعل التعليم و قوة الإعلام.
الشذوذ الجنسي مخالف للفطرة و محرم في جميع الأديان (نأخذ على سبيل المثال الخمور)، الخمور محرمة هي الأخرى؛ لكن لا أحد يعارض رغم الدراسات التي تفيد أن أعلى نسبة أو معدل وفيات في العالم، هي بسبب المشروبات الكحولية، لماذا؟ بسبب الترويج الهائل! حتى أصبحت الأفلام و المسلسلات لا تخلوا من مشاهد الخمور، فبنفس الطريقة التي نهجتها هاته الشركات، و اخترقت العقل الباطن لدينا، إن تساهلنا من جديد مع مسألة الشذوذ الجنسي، فكونوا على يقين أنها ستصبح مسألة جد عادية في المستقبل.
لماذا ديزني تروج للشذوذ الجنسي بشكل علني و رغم أنف الجميع؟
أكدت رئيسة ديزني “كايتي بيرك” أن إنتاجات الشركة من الآن فصاعدا، ستروج و تدعم المواضيع التي تتعلق بالمثلية، لافتة إلى أنها أم لطفلين “أحدهما ثنائي الجنس والآخر متحول جنسيا “. ديزني ليست وحدها فقد سبق لمؤسس نيتفليكس أن قال في تصريح: ” نحن تحديدا نريد نشر اللايف ستايل، بمعنى أنه لو طلب منا حذف ما يتعلق بالمثلية الجنسية؛ و حتى لو كان هذا يؤثر على أرباحنا، فسنظل ننشره و لن نستجيب لهذا الطلب”.
فهل هم حقا يهتمون لأمر الشواذ جنسيا ومستعدين لتحمل الخسارة مقابل تضامن مجاني مع المشروع؟ أم أن ما خفي أعظم؟
دعونا نحلل الموضوع بشكل منطقي، من الواضح جدا أن ما تفعله هاته المنصات ليس تضامنا مجانيا مع المشروع، بل لابد أن هناك أجندة خفية تدفع أموالا ضخمة من أجل عرض هذه المشاهد في الأفلام والمسلسلات، و من يعتقد أنهم يفعلون ذلك بصيغة إنسانية لا تجارية فهو خاطئ تماما و عليه التخلي فورا عن هاته النظرية، لماذا لا يتعاطفون مثلا مع قضية فلسطين؟ مستحيل أن ترى عملا فنيا واحدا يسير في هذا الإتجاه في حين أنهم أصبحوا يتنافسون على إنتاج قصص عن معاناة المثليين و الشواذ جنسيا حتى أصبحت الأفلام و المسلسلات لا تخلوا مشاهدها من شخصيات مثلية.
هل ستكتب ديزني شهادة وفاة المسلسلات التركية؟
هل تسائلت يوما ما لماذا هذا الإقبال الواسع على المسلسلات التركية؟ و العجيب في الموضوع أنه ليس العرب وحدهم من يتابعون هذه الدراما، إذ تعد أميركا اللاتينية أضخم مستورد للأعمال التلفزيونية التركية، والسبب في ذلك، أن المسلسلات الأميركية التي ظلت مهيمنة لعقود و بلا منافس، أصبحت الأعمال التي ينتجونها لا تخلوا من شخصيات مثلية و من مشاهد العري و الجنس و الألفاظ النابية، حتى ظل المشاهد الأجنبي لا يستطيع المجازفة و يشاهد الحلقات مع أحد أفراد عائلته ( خصوصا المنتمين لمجتمعات محافظة ).
كل هاته العوامل، ساعدت الدراما التركية أن تكبر و تثبت وجودها في الساحات، فإن كانت المسلسلات التركية الآن ستتحرر من هيئة الرقابة، و تخضع لما تمليه عليه ديزني، فالمتابع العربي أو الأجنبي سيفر هو الآخر من هاته المسلسلات التي لا زالت تحتفظ بقليل من العفة.
هل سنرى في المستقبل مشاهد الشذوذ الجنسي في المسلسلات التركية؟
حاليا، لا زالت هيئة الرقابة التركية (RTÜK) تسيطر على الوضع، لكن رؤية هذه المشاهد في المسلسلات التركية ليست إلا مجرد قضية وقت فقط، حيث أولا قوانين تركيا لا تعاقب المثليين، و الأمر المحزن أن أعظم المسلسلات التركية، هي في أيدي المعارضة العلمانية، و هم جاهزين لنقل التجربة الأمريكية السينمائية إلى مسلسلاتها التي تغزو جميع الدول العربية بكل امتياز، أضف على ذلك إن كانت بالفعل هناك شركات عالمية تدفع أموال طائلة من أجل هذه المشاهد، فمن المحتمل أن منتجين السينما التركية عاجلا أو أجلا سيركعون لهذه الموارد المالية، و هذا ما لا تريد الحكومة التركية الوقوع فيه، و بين الحينة و الأخرى تذكر مواطنيها بمواقف أبطالها التاريخيين، و بتاريخ الدولة العثمانية العظيمة، و كيف أن للإسلام دور كبير حتى أصبحت بذلك أقوى دولة في العالم، لذلك تنتج الدراما التركية في كل موسم العديد من المسلسلات التاريخية، و التي تحظى بإقبال كبير من قبل المشاهد التركي و العربي.
ما البدائل المقترحة أو الإجراءآت التي ينبغي علينا اتخاذها؟
“كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته”
الحل الوحيد هو إيجاد بديل منافس قبل فوات الأوان، بالإضافة لأننا بحاجة لتعزيز دور الأهالي في الرقابة على المحتوى المعروض على أطفالنا،
يريدون إقناعنا و أبناؤنا أن الشواذ فئة من الشعب يجب على الجميع احترامهم و إعطاؤهم الحقوق لممارسة الرذيلة، بل و يحق لهم تمثيل أنفسهم في البرلمان؛ و لا تتفاجئ أبدا إن وجدت في مقررات أبنائك، أن لا أحد له الحق أن ينهاهم عن رذيلتهم طالما أنهم لم يسببوا الأذى لأي أحد و أن ما يمارسونه يتم برضى الطرفين.لكن مع الأسف، مشروع الشذوذ الجنسي سينجح في اختراق مجتماعاتنا العربية، “لسنا أقوياء و صوتنا ليس بمسموع نحن فقط مجتمع مستهلك”.
لم أجد المسلسل الذي أبحث عنه!
إذا واجهتم مشكلة في عدم وصولكم لصفحة مشاهدة المسلسلات ( أو رابط مسلسل معين لم يعد يعمل )، لا تتردد في مراسلتنا حتى نقدم لكم المساعدة.